ويبقى النصر المتضرر الأكبر

بقلم : عيسى الجوكم

** أصل الحكاية اننا لا نعرف أصلا ما هي الحكاية .. هكذا خيل لي أثناء متابعة أقلام بلاط صاحبة الجلالة «رياضيا» أحداث الاجتماع الساخن للجنة التنظيمية الخليجية لكرة القدم في المنامة .. بعد أحداث زعبيل دبي .

** هجوم على اللجنة وأعضائها .. وعلى اللوائح وبنودها .. وفتح الملفات القديمة .. وتنبؤ لأحداث قادمة .. وتفسيرات مع وضد .. والحقيقة هي «إن ما بني على باطل فهو باطل». ** يا أهل الفكر .. ويا أهل المشورة .. ويا أهل الانفتاح .. ويا أهل الخليج .. كل أبناء الخليج .. دلوني على لجنة خليجية في كل الأصعدة .. وفي كافة المضامير والمجالات .. وفي جميع الجهات .. لها صلاحيات اتخاذ القرار دون الرجوع إلى «صناع القرار»..!!

** يا جماعة .. اللجنة التنظيمية الخليجية لكرة القدم مثلها مثل أي لجنة رياضية خليجية أخرى في كافة الألعاب .. تجتمع لمجرد الاجتماع .. أو لنقلها بصريح العبارة هي أداة تنفيذية لتوصيات مسبقة .. لا دخل للوائح ولا الأنظمة في قراراتها ولا توجهاتها .. بل أزيد على ذلك أن كل عضو من هذه اللجنة جاء إلى الاجتماع وبيده ورقة فيها التعليمات التي يسير عليها , مهما كانت قوة اللوائح والأنظمة التي تعارض تلك التعليمات المكتوبة ربما بالصمغ وليس بالقلم حتى لا يتغير حرف واحد منها .. وإذا استجد موقف في الاجتماع لم يؤخذ في حسبان ورقة التعليمات .. فإن شركات الاتصالات هي الرابحة .. ففي هذه الحالة كل عضو يأخذ زاوية ويتحدث بالهمس عبر هاتفه النقال لأخذ التعليمات الجديدة ..!!

** هذا هو واقعنا الخليجي .. شئنا أم أبينا .. والمعالجة الإعلامية التي تمت بعد اجتماع المنامة .. تذهب بنا للمظهر وتبعدنا عن الجوهر ..!! ** وجوهرنا في الرياضة الخليجية يقوم على الود والاحترام وهذا أمر رائع .. لكنه بعيدا عن النظام والانضباط .. ومخالف للوائح والأنظمة .. بل إنه من أكبر العوائق لتقدم رياضتنا الخليجية . ** بصراحة أكثر وبدون لف ودوران .. فإن قرارات القيادات الخليجية الرياضية التي تعتمد دائما على الخير والصلح والمحبة ومعالجة الأمور بالود مهما كانت فادحة الأخطاء أصبحت عبئا كبيرا على اللجان العاملة تحت مظلتها .. أصبحت عائقا لتطبيق الأنظمة واللوائح .. وحجر عثرة في طريق التطوير الرياضي الخليجي في كافة مجالاته .

** وبصراحة أكثر فإن قاعدة «حب الخشوم» لم تعد صالحة مع الألفية الثالثة .. خصوصا أن هناك تداخلا في المنافسات الخليجية والقارية .. واستمرار الوضع على ما هو عليه في الوقت الراهن بالتغاضي عن كل السلبيات من أجل اللحمة الخليجية .. سيبقي رياضة الخليج محلك سر .. بل سيفتت اللحمة التي يحرص قادة الرياضة في الخليج على تماسكها .. والدليل ما يحدث في دورات الخليج الأخيرة بشقيها المنتخبات والأندية ..!!

** يا قادة الرياضة في خليجنا .. نعرف أن هدفكم الأسمى يسير حتى مبدأ «الله لا يجيب الزعل» ويموت تحت هذا المبدأ القانون .. وتذبح اللوائح .. وتصادر الأنظمة .. وتبعد العقوبات .. ولكن يا قادتنا هذه السياسة في الرياضة تنمي الاحتقان في الشارع الخليجي .. وأنتم تعلمون تأثير هذا الشارع الذي يقطنه كل شبابكم دون استثناء .. لذلك نتمنى وجود الزعل المبني تحت وطأة القانون .. ولا الابتسامة الوقتية التي تولد الانفجار فيما بعد ..!!

** هذه الحكاية بأصلها وفصلها .. فمن يريد أن يوجه سهام النقد فليترك الفروع .. ويتجه للأصل .. حتى لا ندور في حلقة مفرغة .. وحتى لا نكون طرشان في الزفة ...!! ** اللائحة واضحة في أحداث الوصل والنصر في دبي .. والقرار عطل في المنامة بسياسة الود والاحترام .. ويبقى النصر المتضرر الأكبر .. والسلام ..!!

" نقلا عن صحيفة اليوم السعودية "

معاا لدعم النصر العالمي




شكرااا على المرور اللطيف